كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


تنبيه‏:‏ قال بعض العارفين‏:‏ النسيان من كمال العرفان‏.‏ قال تعالى في حق آدم ‏{‏فنسي ولم نجد له عزماً‏}‏ وكان كاملاً بلا ريب وكماله هو الذي أوجب النسيان لأنه كان يعلم أن فيه مجموع الوجود المقابل لأخلاق الحق تعالى وأن الحق نزه نفسه عن النسيان وجعله من حقيقة العبد كما وصف تعالى نفسه بالجواد وجعل البخل من وصف خلقه لا من وصفه فافهم‏.‏

- ‏(‏ابن سعد‏)‏ في الطبقات ‏(‏والحكيم‏)‏ الترمذي في النوادر ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب ورواه عنه أيضاً أبو يعلى بلفظ كان إذا أشفق من الحاجة أن ينساها ربط في إصبعه خيطاً ليذكرها‏.‏ قال الزركشي‏:‏ فيه سالم بن عبد الأعلى قال فيه ابن حبان‏:‏ وضاع وقال ابن أبي حاتم‏:‏ حديث باطل وابن شاهين في الناسخ‏:‏ أحاديثه منكرة وقال المصنف في الدرر‏:‏ قال أبو حاتم حديث باطل وقال ابن شاهين‏:‏ منكر لا يصح ورواه ابن عدي عن واثلة بلفظ‏:‏ كان إذا أراد الحاجة أوثق في خاتمه خيطاً زاد في رواية الحارث بن أبي أسامة من حديث ابن عمر ليذكره به قال الحافظ العراقي‏:‏ وكلاهما سنده ضعيف، وقال السخاوي‏:‏ فيه سالم بن عبد الأعلى رماه ابن حبان بالوضع واتهمه أبو حاتم بهذا الحديث وقال‏:‏ هو باطل وقال ابن شاهين‏:‏ جميع أسانيده منكرة، وفي الميزان في ترجمة بشر بن إبراهيم الأنصاري عن العقيلي وابن عدي وابن حبان‏:‏ هو يضع الحديث اهـ‏.‏ ورواه عن ابن عمر أيضاً أبو يعلى وكذا هو في رابع الخلعيات قال الحافظ ابن حجر‏:‏ وفيه سالم بن عبد الأعلى وهو متروك ونقل الترمذي عن البخاري أنه منكر وأبو حاتم عن أبيه أنه باطل اهـ‏.‏ وأورده ابن الجوزي في الموضوعات من طرق ثلاثة الأولى للدارقطني عن ابن عمر باللفظ المذكور هنا وقال‏:‏ تفرد به مسلم وليس بشيء وقال العقيلي‏:‏ لا يعرف إلا به ولا يتابع عليه الثانية له ولابن عدي معاً عن واثلة بلفظ كان إذا أراد الحاجة أوثق في خاتمه خيطاً وقال‏:‏ تفرد به بشير بن إبراهيم الأنصاري وهو يضع الحديث الثالثة للدارقطني والبغوي عن رافع بن خديج رأيت في يد رسول اللّه صلى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلم خيطاً فقلت‏:‏ ما هذا قال‏:‏ أستذكر به وقال‏:‏ تفرد به غياث وهو متروك ثم حكم بوضعه من جميع طرقه وزاد المؤلف طريقاً رابعاً وهو ما رواه الطبراني عن محمد بن ‏[‏ص 104‏]‏ عبدوس عن عبد الجبار بن عاصم عن بقية عن أبي عبد مولى بني تيم عن سعيد المقبري عن رافع بلفظ كان يربط الخيط في خاتمه يستذكر به‏.‏

6578 - ‏(‏كان إذا أصابته شدة‏)‏ بالتشديد كعدة ‏(‏فدعا‏)‏ برفعها ‏(‏رفع يديه‏)‏ حال الدعاء ‏(‏حتى يرى‏)‏ بالبناء للمجهول ‏(‏بياض إبطيه‏)‏ أي لو كان بلا ثوب لرئي أو كان ثوبه واسعا فيرى بالفعل وذكر بعض الشافعية أنه لم يكن بإبطيه شعر قال في المهمات‏:‏ وبياض الإبط كان من خواصه، وأما إبط غيره فأسود لما فيه من الشعر ورده الزين العراقي بأن ذلك لم يثبت والخصائص لا تثبت بالاحتمال ولا يلزم من بياض إبطه أن لا يكون له شعر فإن الشعر إذا نتف بقي المكان أبيض وإن بقي فيه آثار الشعر اهـ‏.‏ وحكمة الرفع اعتياد العرب رفعهما عند الخضوع في المسألة والذلة بين يدي المسؤول وعند استعظام الأمر والداعي جدير بذلك لتوجهه بين يدي أعظم العظماء ومن ثم ندب الرفع عند التحريم والركوع والرفع منه والقيام من التشهد الأول إشعاراً بأنه ينبغي أن يستحضر عظمة من هو بين يديه حتى يقبل بكليته عليه‏.‏

- ‏(‏ع عن البراء‏)‏ بن عازب رمز لحسنه‏.‏

6579 - ‏(‏كان إذا أصابه رمد‏)‏ بفتح الراء والميم وجع عين ‏(‏أو أحد من أصحابه دعا بهؤلاء الكلمات‏)‏ وهي ‏(‏اللّهم متعني ببصري واجعله الوارث مني وأرني في العدو ثأري وانصرني على من ظلمني‏)‏ هذا من طبه الروحاني فإن علاجه صلى اللّه عليه وسلم للأمراض كان ثلاثة أنواع بالأدوية الطبية وبالأدوية الإلهية وبالمركب منهما فكان يأمر بما يليق به ويناسبه‏.‏

- ‏(‏ابن السني‏)‏ في الطب النبوي ‏(‏ك‏)‏ في الطب ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك سكت عليه فأوهم أنه لا علة فيه والأمر بخلافه فقد تعقبه الذهبي على الحاكم فقال‏:‏ فيه ضعفاء‏.‏

6580 - ‏(‏كان إذا أصابه غم‏)‏ أي حزن سمي به لأنه يغطي السرور ‏(‏أو كرب‏)‏ أي همّ ‏(‏يقول حسبي الرب من العباد‏)‏ أي كافيني من شرهم ‏(‏حسبي الخالق من المخلوقين حسبي الرازق من المرزوقين، حسبي الذي هو حسبي، حسبي اللّه ونعم الوكيل، حسبي اللّه لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم‏)‏ الذي ضمني إليه وقربني منه ووعدني بالجميل والرجوع إليه قال الحكيم‏:‏ قد جعل اللّه في كل موطن سبباً وعدة لقطع ما يحدث فيه من النوائب فمن أعرض عن السبب والعدة ضرب عنه صفحاً واغتنى باللّه كافياً وحسيباً وأعرض عما سواه وقال حسبي اللّه عند كل موطن ومن كل أحد كفاه اللّه وكان عند ظنه إذ هو عبد تعلق به ومن تعلق به لم يخيبه وكان في تلك المواطن فإذا ردّد العبد هذه الكلمات بإخلاص عند الكرب نفعته نفعاً عظيماً وكن له شفيعاً إلى اللّه تعالى في كفايته شر الخلق ورزقه من حيث لا يحتسب وكان اللّه بكل خير إليه أسرع‏.‏

- ‏(‏ابن أبي الدنيا‏)‏ أبو بكر ‏(‏في‏)‏ كتاب ‏(‏الفرج‏)‏ بعد الشدة ‏(‏من طريق الخليل بن مرة‏)‏ بضم الميم وشد الراء نقيض حلوة الضبعي بضم المعجمة وفتح الموحدة البصري نزيل الرقة ضعيف ‏(‏عن فقيه أهل الأردن‏)‏ بضم الهمزة وسكون الراء وضم الدال المهملتين وتشديد النون من بلاد الغور من ساحل الشام وطبرية من الأردن ‏(‏بلاغاً‏)‏ أي أنه قال بلغنا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏.‏

‏[‏ص 105‏]‏ 6581 - ‏(‏كان إذا أصبح وإذا أمسى‏)‏ أي دخل في الصباح والمساء ‏(‏يدعو بهذه الدعوات اللّهم إني أسألك من فجاءة الخير‏)‏ بالضم والمد وفي لغة وزان تمرة أي عاجله الآتي بغتة ‏(‏وأعوذ بك من فجاءة الشر فإن العبد لا يدري ما يفجأه إذا أصبح وإذا أمسى‏)‏ قال ابن القيم‏:‏ من جرب هذا الدعاء عرف قدر فضله وظهر له جموم نفعه وهو يمنع وصول أثر العائن ويدفعه بعد وصوله بحسب قوة إيمان العبد لها وقوة نفسه واستعداده وقوة توكله وثبات قلبه فإنه سلاح والسلاح بضاربه‏.‏

- ‏(‏ع وابن السني‏)‏ في الطب ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك ورمز المصنف لحسنه‏.‏

6582 - ‏(‏كان إذا أصبح وإذا أمسى قال أصبحنا على فطرة الإسلام‏)‏ بكسر الفاء أي دينه الحق وقد ترد الفطرة بمعنى السنة ‏(‏وكلمة الإخلاص‏)‏ وهي كلمة الشهادة ‏(‏ودين نبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم‏)‏ الظاهر أنه قاله تعليماً لغيره ويحتمل أنه جرد من نفسه نفساً يخاطبها قال ابن عبد السلام في أماليه‏:‏ وعلى في مثل هذا تدل على الاستقرار والتمكن من ذلك المعنى لأن المجسم إذا علا شيئاً تمكن منه واستقر عليه ومنه ‏{‏أولئك على هدى من ربهم‏}‏ قال النووي في الأذكار‏:‏ لعله صلى اللّه عليه وسلم قال ذلك جهراً ليسمعه غيره فيتعلمه منه ‏(‏وملة أبينا إبراهيم‏)‏ الخليل ‏(‏حنيفاً‏)‏ أي مائلاً إلى الدين المستقيم ‏(‏مسلماً وما كان من المشركين‏)‏ قال الحرالي‏:‏ جمع بين الحجتين السابقة بحسب الملة الحنيفية الإبراهيمية واللاحقة بحسب الدين المحمدي وخص المحمدية بالدين والإبراهيمية بالملة لينتظم ابتداء الأبوة الإبراهيمية لطوائف أهل الكتاب سابقهم ولاحقهم ببناء ابتداء النبوة الآدمية في متقدم قوله تعالى ‏{‏وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة‏}‏ الآية لينتظم رؤوس الخطابات بعضها ببعض وتفاصيلها بتفاصيلها‏.‏

- ‏(‏حم طب‏)‏ وكذا النسائي في اليوم والليلة وإغفاله غير جيد كلهم ‏(‏عن عبد الرحمن بن أبزى‏)‏ بفتح الهمزة وسكون الموحدة وبالزاي وألف مقصورة الخزاعي مولى نافع بن عبد الحارث استعمله عليّ على خراسان وكان عالماً مرضياً مختلف في صحبته قال ابن حجر‏:‏ له صحبة ونفاها غيره وجزم ابن حجر بأنه صحابي صغير، رمز المصنف لحسنه وليس يكفي منه ذلك بل حقه الرمز لصحته فقد قال النووي في الأذكار عقب عزوه لابن السني‏:‏ إسناده صحيح وقال الحافظ العراقي في المغني‏:‏ سنده صحيح وقال الهيثمي‏:‏ رجال أحمد والطبراني رجال الصحيح‏.‏

6583 - ‏(‏كان إذا اطلى‏)‏ أصله اطتلي قلبت التاء طاء وأدغمت يقال طليته بالنورة أو غيرها لطخته واطليت بترك المفعول إذا فعل ذلك بنفسه ‏(‏بدأ بعورته‏)‏ أي بما بين سرته وركبته ‏(‏فطلاها بالنورة‏)‏ المعروفة وهي زرنيخ وجص ‏(‏وسائر جسده أهله‏)‏ أي بعض حلائله فاستعمالها مباح لا مكروه وتوقف المؤلف في كونها سنة قال‏:‏ لاحتياجه إلى ثبوت الأمر بها كحلق العانة ونتف الإبط وفعله وإن كان دليلاً على السنة فقد يقال هذا من الأمور العادية التي لا يدل فعله لها على سنة وقد يقال فعله بياناً للجواز ككل مباح وقد يقال إنها سنة ومحله كله ما لم يقصد اتباع النبي صلى اللّه عليه وسلم في فعله وإلا فهو مأجور آت بالسنة اهـ‏.‏ قال‏:‏ وأما خبر كان لا يتنور فضعيف لا يقاوم هذا الحديث القوي إسناداً على أن هذا الحديث مثبت وذاك ناف والقاعدة عند التعارض تقديم المثبت قال ابن القيم‏:‏ ولم يدخل نبينا صلى اللّه عليه وسلم حماماً قط ويرده ما رواه الخرائطي عن أحمد بن إسحاق الوراق عن سليمان بن ناشرة عن محمد بن زياد الألهاني قال‏:‏ كان ثوبان مولى المصطفى صلى اللّه عليه وسلم جاراً لي وكان يدخل الحمام فقلت‏:‏ فأنت صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه ‏[‏ص 106‏]‏ وسلم تدخل الحمام فقال‏:‏ كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يدخل الحمام وكان يتنور وأخرجه أيضاً يعقوب بن سفيان في تاريخه عن سليمان بن سلمة الحمصي عن بقية عن سليمان بن ناشرة به وأخرجه ابن عساكر في تاريخه من طريقه‏.‏

- ‏(‏ه عن أم سلمة‏)‏ قال ابن كثير في مؤلفه في الحمام‏:‏ إسناده جيد ورواه عنها البيهقي أيضاً قال في المواهب‏:‏ ورجاله ثقات لكن أعل بالإرسال وقال ابن القيم‏:‏ ورد في النورة عدة أحاديث هذا أمثلها وأما خبر كان لا يتنور وكان إذا كثر شعره حلقه فجزم بضعفه غير واحد‏.‏

6584 - ‏(‏كان إذا طلى بالنورة ولى عانته وفرجه بيده‏)‏ فلا يمكن أحداً من أهله بمباشرتهما لشدة حيائه وفي رواية بدل عانته مغابنه بغين معجمة جمع مغبن من غبن الثوب إذ أثناه وهي بواطن الأفخاذ وطيات الجلد قال ابن حجر‏:‏ وهذا الحديث يقابله حديث أنس كان لا يتنور وكان إذا كثر شعره حلقه وسنده ضعيف جداً‏.‏

- ‏(‏ابن سعد عن إبراهيم وعن حبيب بن أبي ثابت مرسلاً‏)‏ وإسناده صحيح قال ابن كثير‏:‏ إسناده جيد وحبيب هو الأسدي كان ثقة مجتهداً ورواه ابن ماجه والبيهقي إلا فرجه عن أم سلمة قال في الفتح‏:‏ ورجاله ثقات لكن أعلّ بالإرسال وأنكر أحمد صحته وروى الخرائطي عن أم سلمة أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان ينوره الرجل فإذا بلغ مراقه تولى هو ذلك‏.‏

6585 - ‏(‏كان إذا اطلع على أحد من أهل بيته‏)‏ أي من عياله وخدمه ‏(‏كذب كذبة‏)‏ واحدة بفتح الكاف وكسرها والذال ساكنة فيهما ‏(‏لم يزل معرضاً عنه‏)‏ إظهاراً لكراهته الكذب وتأديباً له وزجراً عن العود لمثلها ‏(‏حتى يحدث توبة‏)‏ من تلك الكذبة التي كذبها وفي رواية البزار ما كان خلق أبغض إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الكذب ولقد كان الرجل يكذب عنده الكذبة فما يزال في نفسه حتى يعلم أنه أحدث منها توبة‏.‏

- ‏(‏حم ك عن عائشة‏)‏ وقال أعني الحاكم‏:‏ صحيح الإسناد وسكت عليه الذهبي في التلخيص لكنه في الميزان قال يحيى بن سلمة العقبي قال العقيلي حدث بمناكير ثم ساق منها هذا الخبر‏.‏

6586 - ‏(‏كان إذا اعتم‏)‏ أي لف العمامة على رأسه ‏(‏سدل عمامته‏)‏ أي أرخاها ‏(‏بين كتفيه‏)‏ يعني من خلفه وفيه مشروعية العذبة قال في الفتح‏:‏ وفيه يعني الترمذي أن ابن عمر كان يفعله والقاسم وسالم وأما مالك فقال‏:‏ إنه لم ير أحداً يفعله إلا عامر بن عبد اللّه بن الزبير‏.‏

- ‏(‏ت‏)‏ في اللباس ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب وقال‏:‏ حسن غريب رمز المصنف لحسنه وفي الباب عن عليّ ولا يصح إسناده‏.‏

6587 - ‏(‏كان إذا اهتم أخذ لحيته بيده ينظر فيها‏)‏ كأنه يسلي بذلك حزنه أو لكونه أجمع للفكرة‏.‏

- ‏(‏الشيرازي‏)‏ في الألقاب ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏‏.‏

6588 - ‏(‏كان إذا أفطر‏)‏ من صومه ‏(‏قال‏)‏ عند فطره ‏(‏اللّهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت‏)‏ قال الطيبي‏:‏ قدم الجار والمجرور في القرينتين على العامل دلالة على الاختصاص إظهاراً للاختصاص في الافتتاح وإبداء لشكر الصنيع المختص به ‏[‏ص 107‏]‏ في الإختتام‏.‏

- ‏(‏د‏)‏ في الصوم من مراسيله وسننه ‏(‏عن معاذ بن زهرة‏)‏ ويقال أبو زهرة الضبي التابعي قال في التقريب كأصله‏:‏ مقبول أرسل حديثاً فوهم من ذكره في الصحابة مرسلاً قال‏:‏ بلغنا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إلخ‏.‏ قال ابن حجر‏:‏ أخرجه في السنن والمراسيل بلفظ واحد ومعاذ هذا ذكره البخاري في التابعين لكنه قال معاذ أبو زهرة وتبعه ابن أبي حاتم وابن حبان في الثقات وعده الشيرازي في الصحابة وغلطه المستغفري ويمكن كون الحديث موصول ولو كان معاذ تابعياً لاحتمال كون الذي بلغه له صحابياً وبهذا الاعتبار أورده أبو داود في السنن وبالاعتبار الآخر أورده في المراسيل اهـ‏.‏

6589 - ‏(‏كان إذا أفطر قال ذهب الظمأ‏)‏ مهموز الآخر مقصور العطش قال تعالى ‏{‏ذلك بأنهم لا يصبهم ظمأ‏}‏ ذكره في الأذكار قال‏:‏ وإنما ذكرته وإن كان ظاهراً لأني رأيت من اشتبه عليه فتوهمه ممدوداً ‏(‏وابتلت العروق‏)‏ لم يقل ذهب الجوع أيضاً لأن أرض الحجاز حارة فكانوا يصبرون على قلة الطعام لا العطش وكانوا يمتدحون بقلة الأكل لا بقلة الشرب ‏(‏ثبت الآجر‏)‏ قال القاضي‏:‏ هذا تحريض على العبادة يعني زال التعب وبقي الأجر ‏(‏إن شاء اللّه‏)‏ ثبوته بأن يقبل الصوم ويتولى جزاءه بنفسه كما وعد ‏{‏إن اللّه لا يخلف الميعاد‏}‏ وقال الطيبي‏:‏ قوله ثبت الأجر بعد قوله ذهب الظمأ استبشار منه لأنه من فاز ببغيته ونال مطلوبه بعد التعب والنصب وأراد اللذة بما أدركه ذكر له تلك المشقة ومن ثم حمد أهل الجنة في الجنة‏.‏

- ‏(‏د‏)‏ وكذا النسائي ‏(‏ك‏)‏ في الصوم من حديث حسين بن واقد عن مروان بن سالم ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب قال الحاكم‏:‏ احتج البخاري بمروان بن المقنع قال‏:‏ رأيت ابن عمر يقبض على لحيته فيقطع ما زاد على الكف وقال‏:‏ كان ثم ساقه ورواه الدارقطني من هذا الوجه أيضاً ثم قال‏.‏ تفرد به الحسين بن واقد عن المقنعي وهو إسناد حسن قال ابن حجر‏:‏ حديثه حسن‏.‏

6590 - ‏(‏كان إذا أفطر قال اللّهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت فتقبل مني‏)‏ وفي رواية للدارقطني أفطرنا وتقبل منا ‏(‏إنك أنت السميع‏)‏ لدعائي ‏(‏العليم‏)‏ بحالي وإخلاصي ولعله كان يأتي بالإفراد إذا أفطر وحده وبالجمع إذا أفطر مع غيره‏.‏

- ‏(‏طب وابن السني‏)‏ من حديث عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ قال ابن حجر‏:‏ غريب من هذا الوجه وسنده واه جداً وهارون بن عنترة كذبوه اهـ وقال الهيثمي‏:‏ فيه عبد الملك بن هارون ضعيف جداً اهـ ورواه الدارقطني من هذا الوجه فتعقبه الغرياني في مختصره فقال‏:‏ فيه عبد الملك بن هارون بن عنترة تركوه وقال السعدي‏:‏ دجال‏.‏

6591 - ‏(‏كان إذا أفطر قال الحمد للّه الذي أعانني فصمت ورزقني فأفطرت‏)‏ فيندب قول ذلك عند الفطر من الصوم فرضاً أو نفلاً‏.‏

- ‏(‏ابن السني هب عن معاذ‏)‏ بن زهرة أو أبي زهرة أنه بلغه أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان إذا أفطر قال ذلك‏.‏ قال ابن حجر‏:‏ أخرجاه من طريق سفيان الثوري عن حصين عن رجل عن معاذ هذا وهذا محقق الإرسال اهـ وأقول‏:‏ حصين بن عبد الرحمن هذا أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ ثقة نسي أو شاخ وقال النسائي‏:‏ تغير‏.‏

6592 - ‏(‏كان إذا أفطر عند قوم‏)‏ أي نزل ضيفاً عند قوم وهو صائم فأفطر ‏(‏قال‏)‏ في دعائه ‏(‏أفطر عندكم الصائمون‏)‏ ‏[‏ص 108‏]‏ خبر بمعنى الدعاء بالخير والبركة لأن أفعال الصائمين تدل على اتساع الحال وكثرة الخير إذ من عجز عن نفسه فهو عن غيره أعجز ‏(‏وأكل طعامكم الأبرار‏)‏ قال المظهري‏:‏ دعاء أو إخبار وهذا الوصف موجود في حق المصطفى صلى اللّه عليه وسلم لأنه أبر الأبرار ‏(‏وتنزلت‏)‏ وفي رواية بدله وصلت ‏(‏عليكم الملائكة‏)‏ أي ملائكة الرحمة بالبركة والخير الإلهي‏.‏

- ‏(‏حم هق عن أنس‏)‏ بن مالك رمز المصنف لحسنه ورواه عنه أيضاً أبو داود قال الحافظ العراقي‏:‏ بإسناد صحيح قال تلميذه ابن حجر‏:‏ وفيه نظر فإن فيه معمراً وهو وإن احتج به الشيخان فإن روايته عن ثابت بخصوصه مقدوح فيها‏.‏

6593 - ‏(‏كان إذا أفطر عند قوم قال أفطر عندكم الصائمون وصلت عليكم الملائكة‏)‏ أي استغفرت لكم وقد مر معناه‏.‏

- ‏(‏طب عن ابن الزبير‏)‏ رمز لحسنه‏.‏

6594 - ‏(‏كان إذا اكتحل اكتحل وتراً وإذا استجمر استجمر وتراً‏)‏ ظاهر السياق أن المراد بالاستجمار التبخر بنحو عود ويحتمل أن المراد الاستنجاء غير أن اقترانه بالاكتحال يبعده وفي كيفية الإيتار بالاكتحال وجهان أصحهما في كل عين ثلاثة لما رواه الترمذي وحسنه كان له مكحلة يكتحل منها كل عين ثلاثة أطراف والثاني يكتحل في عين وتراً وفي عين شفعاً ليكون المجموع وتراً لما في الطبراني من حديث ابن عمر بسند قال الولي العراقي‏:‏ ضعيف أنه كان إذا اكتحل جعل في اليمنى ثلاثاً وفي اليسرى مرتين فجعلهما وتره وفي إيضاح التنبيه للأصبحي تفسير هذا الوجه قال يكتحل في اليمنى أربعة أطراف وفي اليسرى ثلاثة قال الولي العراقي‏:‏ وهو تقييد غريب وفي أحكام المحب الطبري عن أنس كان المصطفى صلى اللّه عليه وسلم يكتحل وتراً زاد ابن وضاح اثنين في كل عين وقسم بينهما واحدة‏.‏

- ‏(‏حم عن عقبة بن عامر‏)‏ ورواه عنه الطبراني اثنين أيضاً قال الهيثمي‏:‏ رجاله رجال الصحيح خلا ابن لهيعة ورمز المصنف لصحته‏.‏

6595 - ‏(‏كان إذا أكل طعاماً‏)‏ يلتصق بأصابعه ويحتمل مطلقاً محافظة على البركة ‏(‏لعق أصابعه الثلاث‏)‏ زاد في رواية الحاكم التي أكل بها اهـ وهذا أدب حسن وسنة جميلة لإشعاره بعدم الشره في الطعام وبالاقتصار على ما يحتاجه وذلك أن الثلاث يستقل بها الظريف الخبير وهذا فيما يمكن فيه ذلك من الأطعمة وإلا فيستعان بما يحتاجه من أصابعه كما مر وهذا بعض الحديث وتتمته عند مسلم وغيره وقال‏:‏ إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان وأمرنا أن نسلت القصعة وقال‏:‏ إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة وفيه رد على من كره لعق الأصابع استقذاراً قال الخطابي‏:‏ عاب قوم أفسد عقولهم الترفيه لعق الأصابع واستقبحوه كأنهم ما علموا أن الطعام الذي علق بها وبالصفحة جزء من المأكول وإذا لم تستقذر كله فلا تستقذر بعضه وليس فيه أكثر من مصها بباطن الشفة‏.‏

- ‏(‏حم م 3 عن أنس بن مالك‏)‏‏.‏

6596 - ‏(‏كان إذا أكل لم تعد أصابعه ما بين يديه‏)‏ لأن تناوله كان تناول تقنع ويترفع عن تناول النهمة والشره ‏[‏ص 109‏]‏ وكان يأمر بذلك غيره أيضاً فيقول سم اللّه وكل مما يليك‏.‏

- ‏(‏تخ عن جعفر بن أبي الحكم‏)‏ الأوسي ‏(‏مرسلاً، أبو نعيم في‏)‏ كتاب ‏(‏المعرفة‏)‏ أي معرفة الصحابة ‏(‏عنه‏)‏ أي عن أبي جعفر ‏(‏عن الحكم بن نافع بن سبأ‏)‏ كذا هو في خط المصنف والظاهر أنه سبق قلم فإن الذي وقفت عليه بخط الحافظ ابن حجر في مواضع سنان بنونين وهو الأنصاري الأوسي له ولأبيه صحبة وفي التقريب صحابي له حديث مختلف في إسناده ‏(‏طب عن الحكم بن عمرو الغفاري‏)‏ بكسر المعجمة من بني ثعلبة أخي غفار نزل البصرة فاستعمله زياد على خراسان‏.‏ رمز المصنف لحسنه وليس بسديد فهو ضعيف‏.‏

6597 - ‏(‏كان إذا أكل أو شرب قال‏)‏ عقبه ‏(‏الحمد للّه الذي أطعم وسقى وسوغه‏)‏ أي سهل دخوله في الحلق ومنه ‏{‏ولا يكاد يسيغه‏}‏ أي يبتلعه ‏(‏وجعل له مخرجاً‏)‏ أي السبيلين قال الطيبي‏:‏ ذكر نعماً أربعاً‏:‏ الإطعام والإسقاء والتسويغ وسهولة الخروج، فإنه خلق الأسنان للمضغ والريق للبلع وجعل المعدة مقسماً للطعام ولها مخارج فالصالح منه ينبعث إلى الكبد وغيره يندفع في الأمعاء كل ذلك فضل ونعمة يجب القيام بواجبها من الشكر بالجنان والبث باللسان والعمل بالأركان‏.‏

- ‏(‏د ن حب عن أبي أيوب‏)‏ الأنصاري قال ابن حجر‏:‏ حديث صحيح‏.‏

6598 - ‏(‏كان إذا التقى الختانان‏)‏ أي تحاذيا وإن لم يتماسا لأن ختانها فوق ختانه ‏(‏اغتسل‏)‏ أنزل أم لم ينزل والمراد محل ختان الرجل أي قطع جلدة تمرته وخفاض المرأة وهو قطع جلدة أعلى فرجها كعرف الديك وإنما ثنيا بلفظ واحد تغليباً وقاعدتهم رد الأثقل إلى الأخف‏.‏

- ‏(‏الطحاوي‏)‏ بفتح الطاء والحاء المهملتين وبعد الألف واو نسبة إلى طحا قرية بصعيد مصر منها هذا الإمام وهو أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأسدي صاحب كتاب شرح الآثار ‏(‏عن عائشة‏)‏ رمز المصنف لصحته‏.‏

6599 - ‏(‏كان إذا انتسب لم يجاوز في نسبه معد بن عدنان بن أدد‏)‏ بضم الهمزة ودال مهملة

مفتوحة ‏(‏ثم يمسك‏)‏ عما زاد ‏(‏ويقول كذب النسابون قال اللّه تعالى ‏{‏وقروناً بين ذلك كثيراً‏}‏‏)‏ قال ابن عباس‏:‏ لو شاء أن يعلمه لعلمه قال ابن سيد الناس‏:‏ ولا خلاف أن عدنان من ولد إسماعيل وإنما الخلاف في عدد من بين عدنان وإسماعيل من الآباء فمقل ومكثر وكذا من إبراهيم إلى آدم لا يعلمه على حقيقته إلا اللّه تعالى‏.‏

- ‏(‏ابن سعد‏)‏ في الطبقات ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ ورواه عنه أيضاً في مسند الفردوس لكن قال السهيلي‏:‏ الأصح أن هذا من قول ابن مسعود‏.‏

6600 - ‏(‏كان إذا نزل عليه الوحي‏)‏ أي حامل الوحي أسند النزول إلى الوحي للملابسة بين الحامل والمحمول ويسمى مجازاً عقلياً تارة واستعارة بالكناية أخرى بمعنى أنه شبه الوحي برجل مثلاً ثم أضيف إلى المشبه الإتيان الذي هو من خواص المشبه به ينتقل الذهن منه إليه والوحي لغة الكلام الخفي وعرفاً إعلام اللّه نبيه الشرائع بوجه ما ‏(‏نكس رأسه‏)‏ أي أطرق كالمتفكر ‏(‏ونكس أصحابه رؤوسهم فإذا أقلع عنه‏)‏ أي سرى عنه ‏(‏رفع‏)‏ رأسه‏.‏

- ‏(‏م‏)‏ في المناقب ‏[‏ص 110‏]‏ ‏(‏عن عبادة بن الصامت‏)‏ ولم يخرجه البخاري‏.‏

6601 - ‏(‏كان إذا نزل عليه الوحي كرب لذلك‏)‏ أي حزن لنزول الوحي والكرب الغم الذي يأخذ بالنفس والمستكن في كرب إما للنبي صلى اللّه عليه وسلم يعني كان لشدة اهتمامه بالوحي كمن أخذه غم أو لخوف ما عساه يتضمنه الوحي من التشديد والوعيد أو الوحي بمعنى اشتد فإن الأصل في الكرب الشدة ‏(‏وتريد وجهه‏)‏ بالراء وتشديد الموحدة بضبط المصنف أي تغير لونه ذكره ابن حجر قال‏:‏ وهذا حيث لا يأتيه الملك في صورة رجل وإلا فلا وقال القاضي‏:‏ الضمير المستكن في كرب إما للرسول صلى اللّه عليه وآله وسلم والمعنى أنه كان لشدة اهتمامه بالوحي كمن أخذه غم أو تخوف مما عساه أن يتضمنه الوحي من التشديد والوعيد أو للوحي بمعنى اشتد فإن الأصل في الكرب الشدة وتربد وجهه من الغضب إذا تعبس وتغير من الربدة وهو أن يضرب إلى الغبرة‏.‏

- ‏(‏حم م‏)‏ في المناقب ‏(‏عنه‏)‏ أي عن عبادة ولم يخرجه البخاري أيضاً‏.‏

6602 - ‏(‏كان إذا نزل عليه الوحي‏)‏ بالمعنى السابق والمراد هنا وفيما مرّ من الوحي كما ذكره البعض ‏(‏سمع عند وجهه شيء كدوي النحل‏)‏ أي سمع من جانب وجهه وجهته صوت خفي كدوي النحل كأن الوحي يؤثر فيهم وينكشف لهم انكشافاً غير تام فصاروا كمن يسمع دوي صوت ولا يفهمه أو سمعوه من الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلم من غطيطه وشدّة تنفسه عند نزوله ذكره القاضي وكان يأتيه أيضاً كصلصلة الجرس في شدة الصوت وهو أشده وكان يأتيه في صورة رجل فيكلمه وهو أخفه قال ابن العربي‏:‏ وإنما كان اللّه يقلب عليه الأحوال زيادة في الاعتبار وقوة في الاستبصار‏.‏

- ‏(‏حم ت ك عن عمر‏)‏ بن الخطاب قال الحاكم‏:‏ صحيح الإسناد ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي بأن فيه يونس بن سلم قال فيه تلميذه عبد الرزاق أظنه لا شيء انتهى وقال النسائي‏:‏ حديث منكر وأعله أبو حاتم وابن عدي والعقيلي بيونس المذكور وقال‏:‏ لم يروه غيره ولا يتابع عليه‏.‏

6603 - ‏(‏كان إذا انصرف من صلاته‏)‏ أي سلم ‏(‏استغفر‏)‏ أي طلب المغفرة من ربه تعالى ‏(‏ثلاثاً‏)‏ من المرات زاد البزار في روايته ومسح جبهته بيده اليمنى قيل للأوزاعي وهو أحد رواة الحديث كيف الاستغفار قال يقول أستغفر اللّه أستغفر اللّه قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي استغفاره عقب الفراغ من الصلاة استغفار من رؤية الصلاة ‏(‏ثم قال‏)‏ بعد الاستغفار والظاهر أن التراخي المستفاد من ثم غير مراد هنا ‏(‏اللّهم أنت السلام‏)‏ أي المختص بالتنزه عن النقائض والعيوب لا غيرك ‏(‏ومنك السلام‏)‏ أي أن غيرك في معرض النقصان والخوف مفتقر إلى جنابك بأن تؤمنه ولا ملاذ له غيرك فدل على التخصيص بتقدم الخبر على المبتدأ أي وإليك يعود السلام يعني إذا شوهد ظاهراً أن أحداً من غيره فهو بالحقيقة راجع إليك وإلى توفيقك إياه ذكره بعضهم وقال التوربشتي‏:‏ أرى قوله ومنك السلام وارداً مورد البيان لقوله أنت السلام وذلك أن الموصوف بالسلامة فيما يتعارفه الناس لما كان قد وجد بعرضة أنه ممن يصيبه تضرر وهذا لا يتصور في صفاته تعالى، بين أن وصفه سبحانه بالسلام لا يشبه أوصاف الخلق فإنهم بصدد الافتقار فهو المتعالي عن ذلك فهو السلام الذي يعطي السلامة ويمنعها ويبسطها ويقبضها ‏(‏تباركت‏)‏ تعظمت وتمجدت أو حييت بالبركة وأصل الكلمة للدوام والثبات ومن ذلك البركة وبرك البعير ولا تستعمل هذه اللفظة إلا للّه تعالى عما تتوهمه الأوهام ‏(‏يا ذا الجلال والإكرام‏)‏‏.‏

- ‏(‏حم م 4‏)‏ في الصلاة ‏(‏عن ثوبان‏)‏ مولى المصطفى صلى اللّه ‏[‏ص 111‏]‏ عليه وسلم ولم يخرجه البخاري‏.‏

6604 - ‏(‏كان إذا انصرف‏)‏ من صلاته بالسلام ‏(‏انحرف‏)‏ بجانبه أي مال على شقه الأيمن أو الأيسر فيندب ذلك للإمام والأفضل انتقاله عن يميناً بأن يدخل يميناً في المحراب ويساره إلى الناس على ما ذهب إليه أبو حنيفة أو عكسه على ما عليه الشافعي‏.‏

- ‏(‏د عن يزيد‏)‏ من الزيادة ‏(‏ابن الأسود‏)‏ العامري السوائي شهد حنيناً كافراً ثم اسلم رمز المصنف لحسنه‏.‏

6605 - ‏(‏كان إذا انكسفت الشمس أو القمر صلى‏)‏ صلاة الكسوف ‏(‏حتى ينجلي‏)‏ وحكى ابن حبان في سيرته ومغلطاي والعراقي أن القمر خسف في السنة الخامسة فصلى النبي صلى اللّه عليه وسلم صلاة الكسوف فكانت أول صلاة الكسوف في الإسلام‏.‏

- ‏(‏طب عن النعمان بن بشير‏)‏ رمز المصنف لحسنه‏.‏

6606 - ‏(‏كان إذا اهتمّ أكثر من مس لحيته‏)‏ فيعرف بذلك كونه مهموماً، قال البعض‏:‏ ويجوز كون مسه لها تسليماً للّه بنفسه وتفويضاً لأمره إليه فكأنه موجه نفسه إلى مولاه‏.‏

- ‏(‏ابن السني وأبو نعيم‏)‏ كلاهما ‏(‏في‏)‏ كتاب ‏(‏الطب‏)‏ النبوي ‏(‏عن عائشة‏)‏ ترفعه ‏(‏أبو نعيم‏)‏ في الطب أيضاً ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ قال الزين العراقي‏:‏ إسناده حسن اهـ‏.‏ لكن أورده في الميزان ولسانه في ترجمة سهل مولى المغيرة من حديث أبي هريرة فقال‏:‏ قال ابن حبان‏:‏ لا يحتج به يروي عن الزهري العجائب ورواه البزار عن أبي هريرة قال الهيثمي‏:‏ وفيه رشدين ضعفه الجمهور‏.‏

6607 - ‏(‏كان إذا أهمه الأمر رفع رأسه إلى السماء‏)‏ مستغيثاً مستعيناً متضرعاً ‏(‏وقال سبحان اللّه العظيم وإذا اجتهد في الدعاء قال يا حي يا قيوم‏)‏ هو من أبنية المبالغة والقيم معناه القائم بأمور الخلق ومدبرهم ومدبر العالم في جميع أحوالهم ومنه قيم الطفل والقيوم هو القائم بنفسه مطلقاً لا بغيره ويقوم به كل موجود حتى لا يتصور وجود شيء ولا دوام وجوده إلا به وأخذ الحليمي من الخبر أنه يندب أن يدعو اللّه بأسمائه الحسنى قال‏:‏ ولا يدعوه بما لا يخلص ثناء وإن كان في نفسه حقاً‏.‏

- ‏(‏ت عن أبي هريرة‏)‏‏.‏

6608 - ‏(‏كان إذا أوى إلى فراشه‏)‏ أي دخل فيه قال القاضي‏:‏ آوى جاء لازماً ومتعدياً لكن الأكثر في المتعدي المد ‏(‏قال الحمد للّه الذي أطعمنا وسقانا وكفانا‏)‏ أي دفع عنا شر خلقه ‏(‏وآوانا‏)‏ في كن نسكن فيه يقينا الحر والبرد ونحرز فيه متاعنا ونحجب به عيالنا ‏(‏فكم ممن لا كافي له ولا مؤوى له‏)‏ أي كثير من خلق اللّه لا يكفيهم اللّه شر الأشرار ولا يجعل لهم مسكناً بل تركهم يتأذون في الصحارى بالبرد والحر وقيل معناه كم من منعم عليه لم يعرف قدر نعمة اللّه فكفر بها‏.‏

- ‏(‏حم م 3‏)‏ كلهم ‏(‏عن أنس‏)‏ ولم يخرجه البخاري‏.‏

6609 - ‏(‏كان إذا أوحى إليه وقد‏)‏ بضم الواو بضبط المصنف أي سكن ‏(‏لذلك ساعة كهيئة السكران‏)‏ وهو المعبر عنه ‏[‏ص 112‏]‏ بالحال فإن الطبع لا يناسبه فلذلك يشتد عليه وينحرف له مزاج الشخص ثم يسرى عنه فيخبر عنه بما قيل له‏.‏

- ‏(‏ابن سعد‏)‏ في الطبقات ‏(‏عن عكرمة‏)‏ مولى ابن عباس ‏(‏مرسلاً‏)‏ وفي الباب غيره أيضاً‏.‏

6610 - ‏(‏كان إذا بايعه الناس يلقنهم فيما استطعت‏)‏ أي يقول فيما استطعت تلقيناً لهم وهذا من كمال شفقته ورأفته بأمته يلقنهم أن يقول أحدهم فيما استطعت لئلا يدخل في عموم بيعته ما لا يطيقه‏.‏

- ‏(‏حم عن أنس‏)‏ بن مالك‏.‏

6611 - ‏(‏كان إذا بعث سرية أو جيشاً بعثهم من أول النهار‏)‏ قال القاضي‏:‏ البعث مصدر بمعنى المبعوث أي إذا أراد أن يرسل جيشاً أرسله في غرة النهار لأنه بورك له ولأمته في البكور كما في الخبر المار‏.‏

- ‏(‏د‏)‏ في الجهاد ‏(‏ت‏)‏ في البيوع ‏(‏ه‏)‏ في التجارة من حديث عمارة بن حديد ‏(‏عن صخرة‏)‏ بن وداعة العامري الأزدي قال الترمذي‏:‏ ولا يعرف له غيره قال الذهبي‏:‏ وعمارة هذا لا يعرف‏.‏

6612 - ‏(‏كان إذا بعث‏)‏ أي إذا أرسل ‏(‏أحداً من أصحابه في بعض أمره قال بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا‏)‏ أي سهلوا الأمور ولا تنفروا الناس بالتعسير وزعم أن المراد النهي عن تنفير الطير وزجره وكانوا ينفرونه فإن جنح عن اليمين تيمنوا أو الشمال تشاءموا زلل فاحش إذ المبعوث الصحابة كما قيد به ومعاذ اللّه أن يفعلوا بعد إسلامهم ما كانت الجاهلية تفعله‏.‏

- ‏(‏د‏)‏ في الأدب ‏(‏عن أبي موسى‏)‏ ظاهر صنيع المصنف أن ذا لا يوجد مخرجاً في أحد الصحيحين وإلا لما عدل لأبي داود وهو ذهول فقد خرجه مسلم في المغازي باللفظ المذكور‏.‏

6613 - ‏(‏كان إذا بعث أميراً‏)‏ على جيش أو نحو بلدة ‏(‏قال‏)‏ فيما يوصيه به ‏(‏أقصر الخطبة‏)‏ بالضم فعلة بمعنى مفعول كنسخة بمعنى منسوخ وغرفة بمعنى مغروف ‏(‏وأقل الكلام فإن من الكلام سحراً‏)‏ أي نوعاً تستمال به القلوب كما تستمال بالسحر وذلك هو السحر الحلال وليس المراد هنا بالخطبة خطبة الصلاة كما هو جلي بل ما كان يعتاده البلغاء الفصحاء من تقديمهم أمام الكلام خطبة بليغة يفتتحونه بها ثم يشرع الخطيب في المقصود بعد ذلك‏.‏

- ‏(‏طب‏)‏ وكذا الخطيب في تاريخه ‏(‏عن أبي أمامة‏)‏ رمز المصنف لحسنه وليس كما قال فقد أعله الحافظ الهيثمي بأنه من رواية جميع بن ثور وهو متروك‏.‏

6614 - ‏(‏كان إذا بلغه‏)‏ من البلاغ وهو الانتهاء إلى الغاية ‏(‏عن الرجل‏)‏ ذكر الرجل وصف طردي والمراد الإنسان ‏(‏الشيء‏)‏ الذي يكرهه ‏(‏لم يقل فلان يقول‏)‏ كذا ‏(‏ولكن‏)‏ استدراك أفاد أن من شأنه أن لا يشافه أحداً معيناً حياء منه بل ‏(‏يقول‏)‏ منكراً عليه ذلك ‏(‏ما بال أقوام‏)‏ أي ما شأنهم وما حالهم ‏(‏يقولون كذا وكذا‏)‏ إإشارة إلى ما أنكر وكان يكني عما اضطره الكلام فما يكره استقباحاً للتصريح‏.‏

- ‏(‏د عن عائشة‏)‏ رمز لصحته‏.‏

6615 - ‏(‏كان إذا تضوّر من الليل‏)‏ بالتشديد أي تلوى وتقلب ظهراً لبطن ‏(‏قال لا إله إلا اللّه الواحد القهار رب السماوات ‏[‏ص 113‏]‏ والأرض وما بينهما العزيز الغفار‏)‏‏.‏

- ‏(‏ن‏)‏ في عمل اليوم والليلة ‏(‏ك‏)‏ في باب الدعاء ‏(‏وكذا ابن حبان‏)‏ كلهم عن عائشة، وقال الحاكم‏:‏ على شرطهما وأقره الذهبي وقال الحافظ العراقي في أماليه‏:‏ حديث صحيح‏.‏

6616 - ‏(‏كان إذا تعارّ‏)‏ بتشديد الراء أي انتبه ‏(‏من الليل‏)‏ والتعارّ الانتباه في الليل مع صوت من نحو تسبيح أو استغفار وهذا حكمة العدول إليه عن التعبير بالانتباه فإن من هب من نومه ذاكراً للّه وسأله خيراً أعطاه وإنما يكون ذلك لمن تعود الذكر واستأنس به وغلب عليه وصار حديث نفسه في نومه ويقظته قالوا‏:‏ وأصل التعارّ السهر والتقلب على الفراش ثم استعمل فيما ذكر وقد ورد عن الأنبياء أذكار مأثورة منها أنه كان إذا انتبه ‏(‏قال رب اغفر وارحم واهد للسبيل الأقوم‏)‏ أي دلني على الطريق الواضح الذي هو أقوم الطرق وأعظمها استقامة وحذف المعمول ليؤذن بالعموم وفيه جواز تسجيع الدعاء إذا خلا عن تكلف وقصد كهذا فينبغي المحافظة على قول الذكر عند الانتباه من النوم ولا يتعين له لفظ لكنه بالمأثور أفضل ومنه ما ذكر في هذا الخبر‏.‏

- ‏(‏محمد بن نصر‏)‏ في كتاب فضل ‏(‏الصلاة عن أم سلمة‏)‏ وفي الباب غيرهما أيضاً‏.‏

6617 - ‏(‏كان إذا تغدّى لم يتعش وإذا تعشى لم يتغد‏)‏ اجتناباً للشبع وإيثاراً للجوع تنزهاً عن الدنيا وتقوياً على العبادة وتقديماً للمحتاجين على نفسه كما يدل له خبر البيهقي عن عائشة ما شبع ثلاثة تباعاً ولو شاء لشبع لكنه يؤثر على نفسه‏.‏ قال الغزالي‏:‏ فيندب للإنسان أن يقتصر في اليوم والليلة على أكلة واحدة وهذا هو الأقل وما جاوز ذلك إسراف ومداومة للشبع وذلك فعل المترفين‏.‏

تنبيه‏:‏ قال ابن الحجاج‏:‏ دعا موسى ربه أن يغنيه عن الناس فأوحى اللّه إليه يا موسى أما تريد أن أعتق بغدائك رقبة من النار وبعشائك كذلك قال‏:‏ بلى يا رب فكان يتغدى عند رجل من بني إسرائيل ويتعشى عند آخر وكان ذلك رفعة في حقه ليتعدى النفع إلى عتق من منَّ اللّه عليه بعتقه من النار‏.‏

- ‏(‏حل عن أبي سعيد‏)‏ الخدري غفل عنه الحافظ العراقي فقال‏:‏ لم أجد له أصلاً وإنما رواه البيهقي في الشعب من فعل أبي حجيفة‏.‏

6618 - ‏(‏كان‏)‏ قال الكرماني‏:‏ قال الأصوليون مثل هذا التركيب يشعر بالاستمرار ‏(‏إذا تكلم بكلمة‏)‏ أي بجملة مفيدة ‏(‏أعادها ثلاثاً‏)‏ من المرات وبين المراد بقوله ‏(‏حتى تفهم‏)‏ وفي رواية للبخاري ليفهم بمثناة تحتية مضمومة وبكسر الهاء وفي رواية له بفتحها ‏(‏عنه‏)‏ أي لتحفظ وتنقل عنه وذلك إما لأن من الحاضرين من يقصر فهمه عن وعيه فيكرره ليفهم ويرسخ في الذهن وإما أن يكون المقول فيه بعض إشكال فيتظاهر بالبيان دفع الشبه وفي المستدرك حتى تعقل عنه بدل حتى تفهم وهذا من شفقته وحسن تعليمه وشدة النصح في تبليغه قال ابن التين‏:‏ وفيه أن الثلاث غاية ما يقع به الإقرار والبيان ‏(‏وإذا أتى على قوم‏)‏ أي وكان إذا قدم على قوم ‏(‏فسلم عليهم‏)‏ هو من تتميم الشرط ‏(‏سلم عليهم‏)‏ جواب الشرط ‏(‏ثلاثاً‏)‏ قيل هذا في سلام الاستئذان أما سلام المار فالمعروف فيه عدم التكرار لخبر إذا استأذن أحدكم فليستأذن ثلاثاً واعترض بأن تسليم الاستئذان لا يثنى إذا حصل الإذن بالأولى ولا يثلث إذا حصل بالثانية قال الكرماني‏:‏ والوجه أن معناه كان إذا أتى قوماً يسلم تسليمة الاستئذان ثم إذا قعد سلم تسليمة التحية ثم إذا قام سلم تسليمة الوداع وهذه ‏[‏ص 114‏]‏ التسليمات كلها مسنونة وكان يواظب عليها وقال ابن حجر‏:‏ يحتمل أنه كان يفعله إذا خاف عدم سماع كلامه اهـ وسبقه إليه جمع منهم ابن بطال فقال‏:‏ يكرره إذا خشي أنه لا يفهم عنه أو لا يسمع أو أراد الإبلاغ في التعليم أو الزجر في الموعظة وقال النووي في الأذكار والرياض‏:‏ هذا محمول على ما لو كان الجميع كثيراً وفي مسلم عن المقداد‏:‏ كنا نرفع للنبي صلى اللّه عليه وسلم نصيبه من اللبن فيجيء من الليل فيسلم تسليماً لا يوقظ نائماً ويسمع اليقظان اهـ وجرى عليه ابن القيم فقال‏:‏ هذا في السلام على جمع كثير لا يبلغهم سلام واحد فيسلم الثاني والثالث إذا ظن أن الأول لم يحصل به إسماع ولو كان هديه دوام التسليم ثلاثاً كان صحبه يسلمون عليه كذلك وكان يسلم على كل من لقيه ثلاثاً وإذا دخل بيته سلم ثلاثاً ومن تأمل هديه علم أنه ليس كذلك وأن تكرار السلام كان أحياناً لعارض إلى هنا كلامه‏.‏

- ‏(‏حم خ‏)‏ في العلم والاستئذان ‏(‏ت‏)‏ في الاستئذان ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك‏.‏

6619 - ‏(‏كان إذا تهجد‏)‏ أي تجنب الهجود وهو نوم الليل قال الكرماني‏:‏ يعني ترك النوم للصلاة فإذا لم يصل فليس بتهجد اهـ‏.‏ قال أبو شامة‏:‏ ولعله أراد في عرف الفقهاء أما في أصل اللغة فلا صحة لهذا الاشتراط إإلا أن يثبت أن لفظ تهجد بمعنى ترك الهجود فلم يسمع إلا من جهة الشارع فقط ولم تكن العرب تعرفه وهو بعيد ‏(‏يسلم بين كل ركعتين‏)‏ فاستفدنا أن الأفضل في نفل الليل التسليم من كل ركعتين‏.‏

- ‏(‏ابن نصر‏)‏ في كتاب الصلاة ‏(‏عن أبي أيوب‏)‏ الأنصاري وقد رمز المصنف لحسنه‏.‏

6620 - ‏(‏كان إذا توضأ‏)‏ أي فرغ من الوضوء ‏(‏أخذ كفاً من ماء‏)‏ وفي رواية بدل كفاً حفنة قال القاضي‏:‏ والحفنة ملء الكفين ولا يكاد يستعمل إلا في الشيء اليابس ذكره الجوهري واستعماله في الماء مجاز ‏(‏فنضح به فرجه‏)‏ أي رشه عليه قال التوربشتي‏:‏ قيل إنما كان يفعله دفعاً للوسوسة وقد أجاره اللّه منها وعصمه من الشيطان لكن فعله تعليماً للأمة أو ليرتد البول فإن الماء البارد يقطعه أو يكون النضح بمعنى الغسل كما قال البيضاوي وغيره‏.‏

- ‏(‏حم د ن ه ك عن الحكم بن سفيان مرسلاً‏)‏ وهو الثقفي وفي سماعه من المصطفى صلى اللّه عليه وسلم خلاف قال ابن عبد البر‏:‏ له حديث واحد في الوضوء مضطرب الإسناد وهو هذا وقال في الميزان‏:‏ ما له يعني الحكم بن سفيان غيره وقد اضطرب فيه ألواناً‏.‏

6621 - ‏(‏كان إذا توضأ فضل ماء‏)‏ من ماء الوضوء ‏(‏حتى يسيله على موضع سجوده‏)‏ أي من الأرض ويحتمل على بعد أن المراد جبهته‏.‏

- ‏(‏طب عن الحسن‏)‏ بن علي أمير المؤمنين ‏(‏ع عن الحسين‏)‏ بن علي قال الهيثمي‏:‏ إسناده حسن‏.‏

6622 - ‏(‏كان إذا توضأ‏)‏ زاد في رواية وضوءه للصلاة ‏(‏حرك خاتمه‏)‏ زاد في رواية في أصبعه أي عند غسل اليد التي فيها ليصل الماء إلى ما تحته يقيناً فيندب ذلك ندباً مؤكداً سيما إن ضاق قال ابن حجر‏:‏ هذا محمول على ما إذا كان واسعاً بحيث يصل الماء إلى ما تحته بالتحريك‏.‏

- ‏(‏ه‏)‏ من حديث معمر بن محمد بن عبيد اللّه عن أبيه ‏(‏عن‏)‏ جده ‏(‏أبي رافع‏)‏ مولى المصطفى واسمه أسلم أو إبراهيم أو صالح أو ثابت أو هرمز كان للعباس فوهبه للمصطفى فلما بشره بإسلام العباس أعتقه قال ابن سيد الناس‏:‏ ومعمر منكر الحديث وقال ابن القيم ومغلطاي وغيرهما‏:‏ حديث ضعيف ضعفه ابن عدي والدارقطني والبيهقي وعبد الحق وابن القطان وابن طاهر والبغدادي والمقدسي وابن الجوزي وغيرهم ومحمد قال فيه البخاري‏:‏ منكر الحديث وقال الرازي‏:‏ ذاهب منكر جداً ومعمر قال ابن معين‏:‏ ما كان بثقة ولا مأمون، وقال أبو حاتم عن بعضهم‏:‏ كذاب ‏[‏ص 115‏]‏ وقال ابن حبان‏:‏ أكثر أحاديثه مقلوبة لا يجوز الاحتجاج به اهـ‏.‏ وقال الأرغياني في حاشية مختصر الدارقطني‏:‏ فيه معمر ليس بثقة وأبوه ضعيف، وقال الحافظ ابن عبد الهادي وابن حجر‏:‏ إسناده ضعيف ثم إن من لطائف إسناده أنه من رواية رجل عن أبيه عن جده، وعبيد اللّه تابعي جليل خرج له جماعة وكان كاتباً لعلي رضي اللّه عنه‏.‏

6623 - ‏(‏كان إذا توضأ أدار الماء على مرفقيه‏)‏ تثنية مرفق بكسر الميم وفتح الفاء العظم الناتئ في آخر الذراع مسي بذلك لأنه يرتفق به في الاتكاء وفيه أنه يجب إدخال المرفقين في غسل اليدين وهو مذهب الأربعة وقال زفر وداود‏:‏ لا يجب والحديث حجة عليهما‏.‏ قال الحافظ‏:‏ يمكن أن يستدل لدخول المرفقين في الغسل بفعل المصطفى صلى اللّه عليه وسلم‏.‏ هذا والحديث وإن كان ضعيفاً لكن يقويه ما في الدارقطني بإسناد حسن من حديث عثمان في صفة الوضوء فغسل يديه إلى المرفقين حتى مسّ أطراف العضدين، وفي البزار والطبراني وغسل ذراعيه حتى جاوز المرفق‏.‏

- ‏(‏قط‏)‏ من حديث القاسم بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن عقيل عن أبيه عن جده ‏(‏عن جابر‏)‏ بن عبد اللّه رمز المصنف لحسنه وقال ابن جماعة وابن الملقن وابن حجر‏:‏ ضعيف، وقال الذهبي‏:‏ القاسم متروك وسبقه لذلك أبو حاتم وقال أبو زرعة‏:‏ منكر الحديث، وقال الولي العراقي‏:‏ حديث ضعيف لضعف القاسم عند الجمهور ولضعف جده عبد اللّه عند بعضهم وقال ابن حجر‏:‏ ولا التفات لذكر ابن حبان للقاسم في الثقات وقد صرح بضعف هذا الحديث المنذري وابن الجوزي وابن الصلاح والنووي وغيرهم‏.‏ إلى هنا كلام الحافظ‏.‏ وقال الأرغياني في مختصر الدارقطني كما رأيته بخطه‏:‏ فيه القاسم بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن عقيل متروك قاله أبو حاتم وغيره‏.‏ وقال أحمد‏:‏ ليس بشيء‏.‏ وقال الذهبي‏:‏ هو عبد اللّه بن محمد نسب إلى جدّه وعبد اللّه هذا أيضاً فيه مقال اهـ‏.‏ وبه يعرف أن رمز المصنف لحسنه استرواح‏.‏

6624 - ‏(‏كان إذا توضأ خلل لحيته بالماء‏)‏ أي أدخل الماء في خلالها بأصابعه الشريفة‏.‏ وفيه ندب تخليل اللحية الكثة فإن لحيته الشريفة كانت كثة ومثلها كل شعر لا يجب غسل باطنه قال ابن القيم‏:‏ ولم يكن يواظب على التخليل‏.‏

- ‏(‏حم ك عن عائشة‏)‏ وصححه الحاكم ‏(‏ت ك عن عثمان‏)‏ بن عفان، وقال الترمذي‏:‏ حسن صحيح عنه ‏(‏ت ك عن عمار‏)‏ بن ياسر ‏(‏ك عن بلال‏)‏ المؤذن ‏(‏ه ك عن أنس‏)‏ بن مالك ‏(‏طب عن أبي أمامة‏)‏ الباهلي ‏(‏وعن أبي الدرداء وعن أم سلمة طس عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب‏.‏ قال الهيثمي‏:‏ بعض هذه الطرق رجاله موثقون وفي البعض مقال اهـ‏.‏ وأشار المصنف باستيعاب مخرجيه إلى ردّ قول أحمد وأبي زرعة لا يثبت في تخليل اللحية حديث‏.‏

6625 - ‏(‏كان إذا توضأ أخذ كفاً‏)‏ بفتح الكاف أي غرفة ‏(‏من ماء‏)‏ وفي رواية غرفة من ماء ‏(‏فأدخله تحت حنكه فخلل به لحيته وقال الترمذي هكذا أمرني ربي‏)‏ أن أخللها‏.‏ قال الكمال ابن الهمام‏:‏ طرق هذا الحديث متكثرة عن أكثر من عشرة من الصحابة لو كان كل منهم ضعيفاً ثبت حجية المجموع فكيف وبعضها لا ينزل عن الحسن فوجب اعتبارها إلا أن البخاري يقول لم يثبت منها المواظبة بل مجرد الفعل إلا في شذوذ من الطرق فكان مستحباً لا سنة، لكن ما في هذا الحديث من قوله بهذا أمرني ربي لم يثبت ضعفه وهو مغن عن نقل صريح المواظبة لأن أمره تعالى حامل عليها فيترجح ‏[‏ص 116‏]‏ القول بسنيته اهـ‏.‏ وأما قول أحمد وأبي حاتم لا يصح في تخليل اللحية شيء فمرادهما به أن أحاديثه ليس شيء منها يرتقي إلى درجة الصحة بذاته لا أنه لم يثبت فيه شيء يحتج به أصلاً‏.‏

- ‏(‏د‏)‏ في الوضوء كلاهما ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك قال في المنار‏:‏ فيه الوليد بن ذروان مجهول لا يعرف بغير هذا الحديث لكن له سند حسن رواه به محمد بن يحيى الذهلي في العلل اهـ‏.‏ قال في الإلمام‏:‏ ودعواه جهالة الوليد على طريقته من طلب التعديل من رواية جماعة عن الراوي وقد روى عن الوليد هذا جمع من أهل العلم‏.‏

6626 - ‏(‏كان إذا توضأ عرك عارضيه بعض العرك‏)‏ يعني عركاً خفيفاً ‏(‏ثم شبك‏)‏ وفي رواية وشبك بالواو ‏(‏لحيته بأصابعه‏)‏ أي أدخل أصابعه مبلولة فيها ‏(‏من تحتها‏)‏ وهذه هي الكيفية المحبوبة في تخليل اللحية قيل والعارض من اللحية ما نبت على عرض اللحى فوق الذقن وقيل عارضا الإنسان صفحتا خذه كذا في الفائق قال ابن الكمال‏:‏ وقول ابن المعتز‏:‏

كأنّ خط عذار شق عارضه * عيدان آس على ورد ونسرين

يدل على صحة الثاني وفساد الأول وكأنه قائله لم يفرق بين العذار والعارض‏.‏

- ‏(‏ه‏)‏ وكذا الدارقطني والبيهقي ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب وفيه عندهم عبد الواحد بن قيس قال يحيى‏:‏ شبه لا شيء، وقال البخاري‏:‏ كان الحسن بن ذكوان يحدث عنه بعجائب ثم أورد له أخباراً هذا منها، وفيه ردّ على ابن السكن تصحيحه له، وقال عبد الحق تبعاً للدارقطني‏:‏ الصحيح أنه فعل ابن عمر غير مرفوع، وقال ابن القطان‏:‏ وبعد ذلك هو معلول بعبد الواحد بن قيس راويه عن نافع عن ابن عمر فهو ضعيف اهـ‏.‏ وقال ابن حجر‏:‏ إسناده إسناد ضعيف‏.‏

6627 - ‏(‏كان إذا توضأ صلى ركعتين ثم خرج إلى الصلاة‏)‏ أي بالمسجد مع الجماعة وفيه ندب ركعتين سنة الوضوء وأن الأفضل فعلهما في بيته قبل إتيان المسجد‏.‏

تنبيه‏:‏ قال الكمال‏:‏ هذه الأحاديث وما أشبهها تفيد المواظبة لأنهم إنما يحكمون وضوء الذي هو دأبه وعادته‏.‏

- ‏(‏ه عن عائشة‏)‏ أم المؤمنين‏.‏

6628 - ‏(‏كان إذا توضأ دلك أصابع رجليه بخنصره‏)‏ أي بخنصر إحدى يديه والظاهر أنها اليسرى قال ابن القيم‏:‏ هذا إن ثبت عنه فإنما فعله أحياناً ولهذا لم يروه الذين اعتنوا بضبط وضوئه كعليّ وعثمان وغيرهما‏.‏

- ‏(‏د ت ه‏)‏ كلهم في الوضوء ‏(‏عن المستورد‏)‏ بن شداد واللفظ لأبي داود وقال الترمذي‏:‏ حسن غريب قال اليعمري‏:‏ يشير بالغرابة إلى تفرد ابن لهيعة به عن يزيد بن عمرو وبابن لهيعة صار حسناً وليس بغريب وهذا ليس بحسن فقد رواه عن يزيد كرواية ابن لهيعة الليث ابن سعد وعمرو بن الحارث وناهيك بهما جلالة ونبلاً فالحديث إذن صحيح مشهور‏.‏

6629 - ‏(‏كان إذا توضأ مسح وجهه بطرف ثوبه‏)‏ فيه أن تنشيف ماء الوضوء غير مكروه أي إذا كان لحاجة فلا يعارض ما ورد في حديث آخر أنه رد منديلاً جيء به إليه لذلك وذهب بعض الشافعية إلى أن الأولى عدمه بطرف ثوبه وأجاب عن هذا الحديث بأنه فعله بياناً للجواز‏.‏

فائدة‏:‏ قال الكمال ابن الهمام‏:‏ جميع من روى وضوءه عليه الصلاة والسلام قولاً وفعلاً اثنان وعشرون نفراً ثم ذكرهم وهم عبد اللّه بن زيد فعلاً وعثمان وابن عباس والمغيرة وعليّ الكل فعلاً والمقدام بن معد يكرب قولاً وأبو مالك الأشعري فعلاً وأبو بكر قولاً وأبو هريرة قولاً وواثل بن حجر قولاً وجبير بن نصير وأبو أمامة وأبو أيوب الأنصاري وكعب بن عمر اليماني وعبد اللّه بن أبي أوفى قولاً والبراء ‏[‏ص 117‏]‏ ابن عازب فعلاً وأبو كامل قيس بن عائذ فعلاً والربيع بن معوذ قولاً وعائشة فعلاً وعبد اللّه بن أبي أنيس فعلاً وعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وليس في شيء منها ذكر التسمية إلا في حديث ضعيف ورواه الدارقطني عن عائشة‏.‏

- ‏(‏ت عن معاذ‏)‏ بن جبل وظاهر صنيع المصنف أن مخرجه خرجه وسكت عليه والأمر بخلافه بل تعقبه بقوله حديث غريب وسنده ضعيف فيه رشدين عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهما ضعيفان انتهى‏.‏ وقال الطبراني‏:‏ لا يروى عن معاذ إلا بهذا الإسناد انتهى‏.‏ لكن قول الترمذي أنه لا يصح فيه شيء رده مغلطاي بخبر فيه عن أم هانئ‏.‏

6630 - ‏(‏كان إذا تلا قوله‏)‏ تعالى ‏(‏غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال‏)‏ في صلاته عقب الفاتحة ‏(‏آمين‏)‏ بقصر أو مد وهو أفصح مع تخفيف الميم فيهما‏:‏ أي استجب ويقولها رافعا بها صوته قليلاً ‏(‏حتى يسمع‏)‏ بضم أوله بضبط المصنف أي في الجهرية ‏(‏من يليه من الصف الأول‏)‏ وفيه أنه يسن للإمام بعد الفاتحة في الصلاة آمين وأنه يجهر بها في الجهرية ويقارن المأموم تأمين إمامه‏.‏

- ‏(‏د عن أبي هريرة‏)‏ أشار المصنف لحسنه وليس كما ادعى فقد رده عبد الحق وغيره بأن فيه بشر بن رافع الحارثي ضعيف وقال ابن القطان‏:‏ وبشر يرويه عن أبي عبد اللّه بن عم أبي هريرة وهو لا يعرف حاله والحديث لا يصح من أجله انتهى‏.‏

6631 - ‏(‏كان إذا جاء الشتاء دخل البيت ليلة الجمعة وإذا جاء الصيف خرج ليلة الجمعة‏)‏ يحتمل أن المراد بيت الاعتكاف ويحتمل أن المراد بالبيت الكعبة ‏(‏وإذا لبس ثوباً جديداً حمد اللّه‏)‏ أي قال اللّهم لك الحمد كما كسوتنيه إلى آخر ما ورد عنه في الحديث المتقدم ‏(‏وصلى ركعتين‏)‏ أي عقب لبسه شكر اللّه تعالى على هذه النعمة ‏(‏وكسى‏)‏ الثوب ‏(‏الخلق‏)‏ بفتح اللام بضبط المصنف أي كسى الثوب البالي لغيره من الفقراء ونحوهم صدقة عنه ففيه أن لابس الثوب الجديد يسن له ثلاثة أشياء حمد اللّه تعالى والأكمل بلفظ الوارد وصلاة ركعتين أي بحيث ينسبان للبسه عرفاً والتصدق بالثوب الخلق‏.‏ قال في المصباح‏:‏ خلق الثوب بالضم إذا بلي فهو خلق بفتحتين وأخلق الثوب بالألف لغة وأخلقته يكون الرباعي لازماً ومتعدياً‏.‏

- ‏(‏خط‏)‏ في ترجمة الربيع حاجب المنصور ‏(‏وابن عساكر‏)‏ في تاريخه كلاهما ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ وهو من رواية الربيع المذكور عن الخليفة المنصور عن أبيه عن جده وبه عرف حال السند‏.‏

6632 - ‏(‏كان إذا جاءه جبريل فقرأ بسم اللّه الرحمن الرحيم‏)‏ أي شرع في قراءتها ‏(‏علم‏)‏ بذلك ‏(‏أنها سورة‏)‏ أي أنه نزل عليه بافتتاح سورة من القرآن لكون البسملة أول كل سورة من القرآن حتى براءة كما قال ابن عربي قال‏:‏ لكن بسملتها نقلت إلى النمل فإن الحق تعالى إذا وهب شيئاً لم يرجع فيه ولا يرده إلى العدم فلما خرجت رجمته براءة وهي البسملة بحكم التبرئ من أهلها برفع الرحمة عنهم وقف الملك بها لا يدري أين يضعها لأن كل أمة من الأمم الإنسانية قد أخذت برحمتها بإيمانها بنبيها فقال أعطوا هذه البسملة للبهائم التي آمنت بسليمان وهي لا يلزمها إيمان إلا برسولها فلما عرفت قدر سليمان وآمنت به أعطيت من الرحمة الإنسانية حظاً وهو البسملة التي سلبت عن المشركين ‏.‏

فائدة‏:‏ في تذكرة المقريزي عن الميانشي أنه صلى خلف المازري فسمعه يبسمل فقال له أنت اليوم إمام في مذهب مالك فكيف تبسمل فقال قول واحد في مذهب مالك أن من قرأها في الفريضة لا تبطل صلاته وقول واحد في مذهب الشافعي أن من لم يقرأ بها بطلت صلاته فأنا أفعل ما لا ‏[‏ص 118‏]‏ تبطل به صلاتي في مذهب إمامي وتبطل بتركه في مذهب الغير لكي أخرج من الخلاف‏.‏

- ‏(‏ك‏)‏ في الصلاة عن معتمر عن مثنى بن الصلاح عن عمرو بن دينار عن سعيد ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ وقال‏:‏ صحيح فتعقبه الذهبي بأن مثنى متروك كما قاله النسائي‏.‏

6633 - ‏(‏كان إذا جاءه مال‏)‏ من فيء أو غنيمة أو خراج ‏(‏لم يبيته ولم يقيله‏)‏ أي إن جاءه آخر النهار لم يمسكه إلى الليل أو أوله لم يمسكه إلى القائلة بل يعجل قسمته وكان هديه يدعو إلى تعجيل الإحسان والصدقة والمعروف ولذلك كان أشرح الخلق صدراً وأطيبهم نفساً وأنعمهم قلباً فإن للصدقة والبذل تأثيراً عجيباً في شرح الصدر‏.‏

- ‏(‏هق خط عن‏)‏ أبي محمد ‏(‏الحسن بن محمد بن علي مرسلاً‏)‏‏.‏

6634 - ‏(‏كان إذا جرى به الضحك‏)‏ أي غلبه ‏(‏وضع يده على فيه‏)‏ حتى لا يبدو شيء من باطن فمه وحتى لا يقهقه وهذا كان نادرا وأما في أغلب أحواله فكان لا يضحك إلا تبسماً

- ‏(‏البغوي‏)‏ في معجمه ‏(‏عن والد مرة‏)‏ الثقفي‏.‏

6635 - ‏(‏كان إذا جاءه‏)‏ لفظ رواية الحاكم أتاه ‏(‏أمر‏)‏ أي أمر عظيم كما يفيده التنكير ‏(‏يسر به خر ساجداً شكراً للّه‏)‏ أي سقط على الفور هاوياً إلى إيقاع سجدة لشكر اللّه تعالى على ما أحدث له من السرور ومن ثم ندب سجود الشكر عند حصول نعمة واندفاع نعمة والسجود أقصى حالة العبد في التواضع لربه وهو أن يضع مكارم وجهه بالأرض وينكس جوارحه وهكذا يليق بالمؤمن كلما زاده ربه محبوباً ازداد له تذللاً وافتقاراً فيه ترتبط النعمة ويجتلب المزيد ‏{‏لئن شكرتم لأزيدنكم‏}‏ والمصطفى صلى اللّه عليه وسلم أشكر الخلق للحق لعظم يقينه فكان يفزع إلى السجود وفيه حجة للشافعي في ندب سجود الشكر عند حدوث سرور أو دفع بلية ورد على أبي حنيفة في عدم ندبه وقوله لو ألزم العبد بالسجود لكل نعمة متجددة كان عليه أن لا يغفل عن السجود طرفة عين فإن أعظم النعم نعمة الحياة وهي متجدّدة بتجديد الأنفاس رد بأن المراد سرور يحصل عند هجوم نعمة ينتظر أن يفجأ بها مما يندر وقوعه ومن ثم قيدها في الحديث بالمجيء على الاستعارة ومن ثم نكر أمر للتفخيم والتعظيم كما مر‏.‏

- ‏(‏د ه ك‏)‏ في الصلاة من حديث بكار بن عبد العزيز ابن أبي بكرة عن أبيه ‏(‏عن‏)‏ جده ‏(‏أبي بكرة‏)‏ قال الحاكم‏:‏ وبكار صدوق وللخبر شواهد وقال عبد الحق‏:‏ فيه بكار وليس بقوي قال ابن القطان‏:‏ لكنه مشهور مستور وقد عهد قبول المستورين وقول ابن معين ليس بشيء أراد به قلة حديثه قال‏:‏ نعم الخبر معدول بأبيه عبد العزيز فإنه لا يعرف حاله اهـ‏.‏ وظاهر صنيع المصنف أنه لم يخرجه من الستة إلا هذين والأمر بخلافه فقد أخرجه الترمذي آخر الجهاد وقال‏:‏ حسن غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه‏.‏

6636 - ‏(‏كان إذا جلس مجلساً‏)‏ أي قعد مع أصحابه يتحدث ‏(‏فأراد أن يقوم‏)‏ منه ‏(‏استغفر‏)‏ اللّه تعالى أي طلب منه الغفر أي الستر ‏(‏عشراً‏)‏ من المرات ‏(‏إلى خمس عشرة‏)‏ بأن يقول أستغفر اللّه الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه كما ورد تعيينه في خبر آخر فتارة يكررها عشراً وتارة يزيد إلى خمس عشرة وهذه تسمى كفارة المجلس أي أنها ماحية لما يقع فيه من اللغط وكان عليه الصلاة والسلام يقولها تعليماً للأمة وتشريعاً وحاشا مجلسه من وقوع اللغط‏.‏